التطوّر التاريخي لفن الخط من نشوء الإسلام إلى نشأة خط النستعليق

الملخص

الخط أو فنّ الكتابة الجميلة (فنّ الخط) هو فنّ كتابة الحروف والكلمات بشكل جمالي ومتناسق. ويُعدّ من أقدم وأصدق أشكال التعبير الفني لدى الإنسان، وله مكانة بارزة في العديد من الحضارات، ولا سيّما في الثقافة الإسلامية والإيرانية. لقد حاز هذا الفن في العالم الإسلامي على مكانة مرموقة، ليس فقط كوسيلة للتواصل، بل كمظهر للجمال الروحي والرقيّ الفني. ومنذ أن تحوّلت اللغة المنطوقة إلى رموز مكتوبة، بدأ الشكل الجمالي للكتابة يحظى بأهمية كبيرة. وفي الحضارة الإسلامية، بسبب قُدسيّة نصّ القرآن الكريم والقيمة العليا لإتقانه وكتابته، أصبح فنّ الخط من أرقى الفنون، وبذل الخطّاطون والنسّاخ كلّ مهاراتهم في كتابته. إنّ تاريخ الخط في إيران عرف تحوّلات مهمّة، إذ استُخدمت في البداية خطوط مثل الكتابة المسمارية والبهلوية والأوستية. ومع دخول الإسلام، ظهرت خطوط جديدة مثل الكوفي والنسخ، متأثرةً بالقبطية والسريانية. وفي القرن الرابع الهجري، تطوّرت أنماط مثل المحقّق والريحان والثُلث والنسخ والرُقعة والتوقيع. وفيما بعد، أدّى تمازج النسخ والتعليق إلى ولادة خط النستعليق. تهدف هذه الورقة إلى تقديم لمحة موجزة عن تاريخ فنّ الخط، مع التركيز على تطوّر خط النستعليق وخصائصه.